كيف سترد السعودية على تزايد تحرش الحوثي بها؟

أعلنت مديرية الدفاع المدني في منطقة عسير بالسعودية يوم الجمعة 11 نوفمبر 2016، إصابة 13 سعوديا ومقيما من بنغلاديش نتيجة إطلاق مليشيات الحوثي قذائف صاروخية على منطقة ظهران الجنوب في عسير جنوب غرب السعودية على الحدود مع اليمن.
وكانت مصادر ذكرت أن اشتباكات جرت بين القوات السعودية ومليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح على الحدود اليمنية السعودية خلال الساعات التي سبقت القصف.
وبحسب الدفاع المدني السعودي، فإن القصف الأخير أسفر أيضا عن أضرار في ثلاثة منازل، وأشار إلى أن جراح المصابين متفاوتة.
وتعرضت السعودية على مدار الأحد والاثنين والثلاثاء من الأسبوع الجاري لسقوط مقذوفات أطلقتها مليشيات الحوثي على مدنها الحدودية مع اليمن، فقد تعرض مستوصف طبي بمنطقة نجران (جنوب غربي المملكة) لأضرار وجرح أحد العاملين فيه على إثر إصابته بمقذوفات عسكرية من اليمن مساء الثلاثاء الماضي. كما أصيب أيضا خمسة مواطنين بجروح وتضررت ثلاث سيارات على إثر سقوط مقذوف من الأراضي اليمنية على منطقة جازان مساء الاثنين الماضي.
زيادة على ذلك سقطت مقذوفتان أطلقتا من الأراضي اليمنية وسقطا على محافظتي الطوال و”الداير بني مالك” بمنطقة جازان الأحد الماضي، وتسببا في تضرر منزل وثلاث سيارات واحتراق محول كهربائي وإصابة مدني سعودي.
هذه الضربات التي تم توجيهها للاراضي السعودية لم تكن معزولة بل هي أقل جرأة مما أقدمت عليه جماعة الحوثي في مناسبتين على الأقل حين استهدفت مكة المكرمة بصواريخ مدمرة اعترضتها دفاعات التحالف العربي وهي في طريقها إلى الحرم؛ هذه الخطوات لقيت من الاستنكار العربي والدولي والكثير لكن لم تواجهها السعودية بضربات قوية تأديبية.
السؤال المطروح الآن هو؛ هل سيستمر الصمت السعودي تجاه هذه التجاوزات؟ وهل ستكتفي بالرد العادي عبر مواصلة الحرب ضد الانقلاب وجماعة الحوثي الإرهابي؟ الواضح انه لا يوجد قرار واضح من السعودية بالترفيع في حدة الضربات نحو معاقل الحوثي وصالح لكن استمرار التجاوزات قد يؤدي إلى تصاعد وتيرة الضغوطات الشعبية في السعودية لحسم المعركة في اليمن بعد أن تعطل المسار السياسي بسبب تعنت الحوثي وإصراره على تنفيذ الأجندا الإيرانية بدل تغليب صوت اليمن والشعب اليمني.
كما أن حلفاء السعودية خصوصا باكستان هددت وتوعدت كل من يتجرأ على الأراضي السعودية بالرد المزلزل إذا ما تواصل استهداف الأراضي المقدسة في المملكة.
من جهة أخرى لا بد من التأكيد على أن إيران ومن قبلها الحوثي يدركون جيدا مدى خطورة اقدامهم على الاضرار بالرموز الإسلامية في المملكة وسيكونون حذرين جدا في استهدافهم للسعودية وسيتدرجون في ذلك.
في المحصلة فإن الخبراء يؤكدون على ضرورة حسم معركة اليمن وتحجيم جماعة الحوثي الى كائن مجهري لا يمكنه تشكيل خطر في المنطقة العربية، قبل أن يصبح رقما صعبا مثل حزب الله اللبناني الذي خرج من دائرة إدعاء المقاومة إلى مهمته الصريحة وهي تركيز سيطرة إيران في المنطقة وخوض الحروب ضد الشعوب السنية.

إرسال التعليق