مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى: التطورات في الشرق الأوسط تلقي بظلالها على مؤتمر “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”
نشر مركز واشنطن لدراسات الشرق الأدنى تحليلا حول التطورات في المنطقة وتأثيراتها على مؤتمر “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” جاء فيه ما يلي:
أثرت الصواريخ التي قدمتها إيران لروسيا، وهجمات الحوثيين على إسرائيل، وعرض كوريا الشمالية غير المتوقع لأجهزة الطرد المركزي على أجواء الاجتماع السنوي للوكالة النووية.
من 16 إلى 20 سبتمبر، اجتمع مندوبو الدول الأعضاء الـ 178 في “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” في فيينا لمناقشة التقدم المحرز في تعزيز الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية. تتحمل الوكالة أيضًا مسؤولية التحقق من أن الدول غير النووية الموقعة على “معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية” لا تستخدم التكنولوجيا لأغراض عسكرية. ولهذا السبب تتابع الوكالة باهتمام إيران، الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي، حيث يقترب برنامجها المعلن لتخصيب اليورانيوم من إنتاج ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع عدة قنابل نووية.
قبل الاجتماع، استعرض المدير العام للوكالة، رافائيل غروسي، القضايا الرئيسية التي سيناقشها أعضاء الوكالة، مثل زيارته لأوكرانيا، حيث تقع محطة زابوروجيا النووية تحت سيطرة روسيا، محذرًا من استهداف المحطات النووية عسكريًا. وأفاد بتطورات حول إيران، التي قدمت “تعاونًا غير مرضٍ تمامًا” خلال زيارته في مايو، ولكنها الآن تبدو أكثر “تعاونًا وانفتاحًا” وفقًا لمراسلات مع الحكومة الجديدة للرئيس مسعود بزشكيان.
ورغم ذلك، شهدت الأيام القليلة الماضية تطورات معقدة تؤثر على دبلوماسية الوكالة مع روسيا وإيران. ففي 12 سبتمبر، حذر الرئيس فلاديمير بوتين دول “الناتو” من تزويد أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى، وهو ما اعتبره البعض تهديدًا باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية. كما أدان الاتحاد الأوروبي نقل إيران للصواريخ الباليستية إلى روسيا، ما دفع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا لفرض عقوبات جديدة على إيران.
وفيما يتعلق بكوريا الشمالية، نشرت بيونغ يانغ صورًا لزعيمها كيم جونغ أون يزور مصنعًا لتخصيب اليورانيوم. وتظل أنشطة كوريا الشمالية النووية مصدر قلق للوكالة، خاصةً بسبب تعاونها النووي والعسكري مع إيران. وفي 15 سبتمبر، شن الحوثيون هجومًا صاروخيًا على إسرائيل، مستهدفين وسط البلاد بصواريخ زودتهم بها إيران على الأرجح.
ورغم أن اختصاص “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” لا يشمل الصواريخ، فإن بعض الأسلحة يمكن استخدامها كمنصات لإطلاق الأسلحة النووية. وخلال اجتماع بين بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، تم التعبير عن مخاوف من احتمال تبادل روسيا وإيران أسرارًا نووية مقابل الصواريخ. وأشار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى أن روسيا قد تشارك التكنولوجيا التي تسعى إيران للحصول عليها، بما في ذلك المعلومات النووية والفضائية.
جدول أعمال الوكالة قد لا يسمح بمناقشة رسمية لهذه التطورات الجديدة، لكن الوكالة يمكن أن ترد الأسبوع المقبل خلال اجتماع مجلس المحافظين. وعلى الرغم من القيود التي تواجهها الوكالة بوجود روسيا والصين كعضوين دائمين في المجلس، فإنها قد تصدر قرارات قوية، ولو كانت غير ملزمة قانونيًا. وفي يونيو، انتقدت الوكالة إيران لعدم تعاونها الكامل، وحصل القرار على دعم عشرين عضوًا من أصل خمسة وثلاثين، مع معارضة روسيا وإيران فقط.
وبعد اجتماعه مع بايدن، صرح ستارمر بأن الزعيمين ناقشا “استراتيجية واسعة”، مشيرًا إلى التعاون الوثيق مع إبقاء موسكو في حالة من عدم اليقين. ومع ذلك، من غير الواضح ما إذا كانت هذه الدبلوماسية ستؤثر على موسكو أو حلفائها في الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران. ورغم أن الخيار العسكري ضد إيران يبدو مستبعدًا حاليًا، إلا أن التطورات السريعة في علاقتها مع روسيا قد تفرض تحديات جديدة.
إرسال التعليق