دراسة في جذور الخلاف وديموغرافية المذهب: ماهية الخلاف السياسي بين الشيرازية والخمينية

الشيرازيّة فرقةٌ من فرق الشِّيعَة الإماميّة، تفهم التشيُّع بفهمٍ خاصّ، ولها رؤية انتقادية لغيرها من الفرق، وللمراجع الآخرين الذين لا ينتمون إليها. وقد نشأت تيَّارًا فكريًّا وسياسيًّا، أسَّسه السيد محمَّد الشيرازيّ في منتصف الستينيات في مدينة كربلاء بالعراق.
ويتّهمها خصومها بأنها تسعى، بل نجحت بالفعل في “طَقْسَنَة” التشيُّع، أي تحويله إلى طقوس وشعائر وتطبير!
وكان التيَّار الشيرازيّ قويًّا وشعبويًّا لدرجة أنه تقاسم الشارع الشِّيعِيّ مع حزب الدعوة في الستينيات، فكان أشبه بالتيَّار الصدري الآن في قوته وديناميته. فمنشئ التيَّار شاب صغير اسمه محمَّد الشيرازيّ، ورث والدَه السيد مهدي الشيرازيّ، وجَدُّه السيد عبد الهادي الشيرازيّ، وتَصدَّى للمرجعية دون اعتراف من علماء النجف، بل حذّر منه السيد محسن الحكيم، ومن تيَّاره الذي كان يُسَمَّى في ذلك الوقت “حركة الرساليين، أو حركة المرجعية”! ثم حذّر الخوئي منه ومن تيَّاره، واستمرّ العراك الفقهي والسياسي بين الطرفين حتى يومنا هذا[1].
ولم يكُن للتيَّار نظرية سياسية حتى منتصف الستينيات، حين تَطوَّر الأساس الفكري السياسي والأيديولوجي للحركة على يد محمَّد الشيرازيّ، بعد هروبه إلى الكويت خوفًا من البعث العراقي، ثم إلى إيران موطنه الأصلي، وذهب أخوه حسن الشيرازيّ إلى الشام مبشِّرًا بفكر التيَّار الشيرازيّ، مِمَّا أدَّى إلى خلاف بينه وبين موسى الصدر في ذلك الوقت[2]!

تابع الدراسة كاملة:

دراسة في جذور الخلاف وديموغرافية المذهب

إرسال التعليق