انتقادات مبكرة لحكومة بزشكيان لمشاركة صهره في اجتماعات زيارة العراق.. واستدعاء رؤساء بعثات 4 دول أوروبية في طهران
أكَّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مساء أمس الجمعة، عقب عودته من زيارته الرسمية للعراق، أنَّ «تعزيز الوحدة والتلاحم بين العراق وإيران، كان من أهم الأهداف المهمَّة في المشاورات مع مسؤولي العراق الشقيق والصديق».
وفي شأن حكومي آخر مرتبط بأداء حكومة بزشكيان، لم يمضِ وقت طويل على بدء عمل الحكومة الرابعة عشرة برئاسة الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، لتنال حصّتها من الانتقادات المبكرة، وذلك من خلال إتاحة الفرصة لأبناء المسؤولين وأقاربهم لحضور اجتماعات رسمية، وتمّ التركيز على مشاركة صهر بزشكيان في اجتماعات أثناء زيارة العراق.
وفي شأن سياسي دولي، تمَّ استدعاء رؤساء البعثات البريطانية والفرنسية والهولندية والألمانية في طهران إلى وزارة الخارجية الإيرانية، أمس الأول، من قِبَل المدير العام لدائرة أوروبا الغربية، بعد استمرار تصريحات بعض الأطراف الأوروبية عقب البيان غير العادي لوزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا المتحالفين مع الولايات المتحدة.
وعلى صعيد الافتتاحيات، رصدت افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، الأسباب -من وجهة نظر كاتبها ونظر الصحيفة- بالنسبة لتراجع حصَّة إيران التجارية، مع تفسيرها للتجارة ما بين نقْل البضائع ونقْل الخدمات عمومًا.
بينما تناولت افتتاحية صحيفة «ستاره صبح»، شكوى الرئيس الجديد ونائبه من شراء البنزين بسعر باهظ وبيعه بسعر رخيص، لكنّها تساءلت: هل النمو السريع في سعر صرف الدولار وعدم الاستقرار الاقتصادي وانخفاض قيمة العملة الوطنية وزيادة حجم السيولة، سببه الشعب أم الحكومة؟
أبرز الافتتاحيات – رصانة
«آرمان أمروز»: أسباب تراجع حصة إيران التجارية
ترصد افتتاحية صحيفة «آرمان أمروز»، عبر كاتبها الخبير الاقتصادي هادي حق شناس، الأسباب -من وجهة نظر كاتبها ونظر الصحيفة- بالنسبة لتراجع حصَّة إيران التجارية، مع تفسيرها للتجارة ما بين نقْل البضائع ونقْل الخدمات عمومًا.
تذكر الافتتاحية: «التجارة هي إمّا نقْل البضائع، أو نقْل الخدمات. ويمكن لمزيج من إنتاج السِلَع والخدمات، أن يؤدِّي إلى الطلب من قِبَل الأجانب. وفي داخل البلد أيضًا، لدينا قيود من حيث إنتاج الخدمات والسِلَع. والميزة النسبية لإيران، تكمُن في إنتاج النفط والغاز. وأمّا ميزة الخدمة، فهي السياحة والنقل. ونظرًا للعدد الكبير من الخرِّيجين في مختلف التخصُّصات، يمكن اعتبار الخرِّيجين في مجال تكنولوجيا المعلومات أيضًا ميزة أخرى للبلد. والسؤال الذي يطرح الآن هو: لماذا لم ننجح في غزو الأسواق في هذه المجالات، وتضاءل دورنا في التجارة الخارجية؟ للأسف ما لدينا هو فقط مبيعات من النفط الخام، كما أنَّ قيمة البضائع المُستورَدة أعلى بعدة أضعاف من قيمة البضائع المُصدَّرة.
يعود جزء من هذا إلى نقْص الاستثمارات، والعقوبات، والحرب في العقد الأول من الثورة؛ ما أدَّى إلى عدم التحديث، واستهلاك الثروات السابقة. من ناحية أخرى، بسبب التوتُّرات في البلدان المحيطة بإيران، والعقوبات، لم نتمكَّن من الاستفادة من دول الجوار البالغ عددها 15 بلدًا؛ غازنا يواجه مشكلة في تصديره إلى تركيا ودول أخرى. لكن على سبيل المثال، تنقل تركمانستان الغاز من خلال أفغانستان إلى الهند. ويمكن إعطاء نفس المثال فيما يخُصّ إنتاج النفط والغاز. وبينما نحتلّ المرتبة الأولى في العالم، من حيث إجمالي احتياطيات النفط والغاز، فإنَّنا نواجه المشكلات في توفير الطاقة في الصيف والشتاء.
ويبدو أنَّنا نواجه ثلاث قضايا مختلفة: الأولى، سوء الإدارة داخل البلاد، وأهمّ مؤشِّر على ذلك، هو انخفاض الإنتاجية. والثانية هي عدم جذْب الاستثمار نحو قطاع الإنتاج، وعلامة ذلك هي زيادة المضاربات في الاقتصاد. والثالثة هي عدم تمكُّننا من الحصول على التقنيات الجديدة في العالم بسبب العقوبات. لذلك أصبح إنتاج السِلَع والخدمات مُكلِفًا، وانخفضت قُدرتنا على التصدير. صادراتنا التقليدية أيضًا تواجه مشكلة، وليس لدينا ميزة نسبية في هذا المجال. وطالما لم يحدُث تغيير في التوجُّهات في الاقتصاد الإيراني، يجب توقُّع انخفاض حصّتنا البالغة 0.23% من التجارة العالمية، بدلًا من زيادتها. هذا في حين أنَّ لدينا 1% من سُكّان العالم، و7% من موارد العالم، ولدينا الإمكانية لزيادة حصّتنا».
«ستاره صبح»: الشراء بثمن باهظ والبيع بثمن زهيد
يتناول أمين عام مجمع النوّاب السابقين يد الله إسلامي، من خلال افتتاحية صحيفة «ستاره صبح»، شكوى الرئيس الجديد ونائبه من شراء البنزين بسعر باهظ وبيعه بسعر رخيص، لكنّه يتساءل: هل النمو السريع في سعر صرف الدولار وعدم الاستقرار الاقتصادي وانخفاض قيمة العملة الوطنية وزيادة حجم السيولة، سببه الشعب أم الحكومة؟
ورد في الافتتاحية: «اشتكى كُلٌّ من بزشكيان ونائبه الأول محمد رضا عارف من شراء البنزين بثمن باهظ وبيعه بثمن رخيص، واعتبرا هذا الأمر غير متوافق مع العقل السليم. وكلامهما ليس خاطئًا، لكن هل يسارع العقل السليم للمساعدة فقط في هذه الحالة، أم أنَّه مفيد في حالات أخرى أيضًا؟
أين هو العقل السليم في موضوع السيارات، التي تستهلك أكثر من 100 لتر من الوقود لكًلِّ 100 كيلومتر؟ أين مكان السيارات عالية الجودة والموفِّرة للوقود من هذه المعادلة؟ أين مكان السيارات الكهربائية؟ أين الحديث عن الارتفاع المُفرَط وغير المعقول في أسعار السيارات الأجنبية في هذا البيان؟ لماذا ينفق الإيرانيون -بسبب عدم الكفاءة-عدَّة أضعاف شعوب العالم الأخرى لشراء السيارات؟
البنزين رخيص، لكن الحقيقة هي أنَّ الناس دفعوا بالفعل عدَّة أضعاف سعر البنزين، الذي استهلكوه في شراء السيارات. وهل النمو السريع في سعر صرف الدولار كان من عمل الحكومات أم الناس؟! هل كان عدم الاستقرار الاقتصادي من فعل الشعب أم الحكومة؟! هل كان انخفاض قيمة العملة الوطنية من فعل الشعب أم الحكومة؟! هل الزيادة في حجم السيولة سببها الناس في الشوارع والأسواق أم الحكّام؟! إنَّ البنزين أرخص حتى من الماء، وأسعار السيارات أكثر بأضعاف من قيمتها الحقيقية، وشراء منزل لم يعًد حتى حلمًا للناس. وعلى الرغم من هذه الأسعار، وهذا الغلاء والتضخم، فإنَّ البنزين رخيص جدَّا. لكن هل يجب على الناس -كما هو المعتاد- أن يدفعوا ثمن عدم الكفاءة؟! ما هو دور الناس في العلاقة المتوتِّرة مع العالم؟!
هل الناس هُم من حالوا دون انضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي؟! هل سيؤدِّي هذا الأسلوب، وهذه العملية في إدارة البلاد، والاختلالات في الوقود والكهرباء والطاقة وغيرها، إلى الإفلاس؟! لماذا لا تجعل الحكومة تخفيض ميزانية المؤسَّسات المختلفة الخطوة الأولى في إصلاح السياسات الاقتصادية!؟ لماذا يستهدفون جيوب الناس كُلَّما عانوا من أزمة عجز؟!
الخلاصة هي أنَّ ما يصُبّ في مصلحة البلدان هو إصلاح سعر الوقود والطاقة، وفي نفس الوقت تنظيم وتوفير إمكانية استخدام سيارات هيدروجينية وهجينة عالية الجودة وموفِّرة للطاقة وكهربائية، فضلًا عن تخفيض ميزانية المؤسَّسات غير الخاضعة للمساءلة، وإصلاح النظام الإداري. لكن ارتفاع سعر البنزين في منافسة مع ارتفاع سعر الدولار لن يكسر هذه الحلقة المُفرَغة».
أبرز الأخبار – رصانة
بزشكيان: تعزيز الوحدة كان من الأهداف المهمة لزيارة العراق
أكَّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مساء أمس الجمعة (13 سبتمبر)، عقب عودته من زيارته الرسمية للعراق، أنَّ «تعزيز الوحدة والتلاحم بين العراق وإيران، كان من أهم الأهداف المهمَّة في المشاورات مع مسؤولي العراق الشقيق والصديق».
وقال بزشكيان عن نتائج وإنجازات الزيارة: «في إطار الوصول إلى لغة ورؤية مشتركة في علاقاتنا وتواصلنا الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي والأمني، كانت لدينا مشاورات مفيدة مع رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ورئيس مجلس القضاء الأعلى وبعض المسؤولين والشخصيات العراقية الأخرى».
وأشار الرئيس الإيراني إلى التوقيع على 14 وثيقة تعاون بين مسؤولي البلدين، واعتبر اتفاق قادة البلدين على تشكيل ورشة عمل متخصِّصة لصياغة برنامج إستراتيجي شامل طويل الأمل بين البلدين، أحد الإنجازات المهمَّة لهذه الزيارة، وأضاف: «آملُ أن نتمكَّن خلال اللقاء التالي، الذي سيجمعني برئيس وزراء العراق، أن نوقِّع على هذه الوثيقة».
وذكر بزشكيان أنَّ تسهيل المعاملات والتعاون القطاع العام والخاص لدى البلدين محور البرنامج الإستراتيجي الشامل طويل الأمد بين البلدين، وأوضح: «أثبت حدث “مشاية الأربعين العظيمة”، أنَّ تفاهُم البلدين إلى أيّ مدى يمكن أن يؤثِّر في التعاون في الموضوعات المختلفة».
وأشار إلى اجتماعه مع التُجّار والنُشطاء الاقتصاديين في العراق، وقال: «تقرَّر أن يتابع وزير الاقتصاد أولًا ما طرحه هؤلاء الأعزّاء من رؤى ومطالب، ثمّ تراعى في أثناء كتابة الوثيقة الشاملة للتعاون بين البلدين بعد استخلاص أهمّها. على جانب آخر، واتّباعًا للسياسات الأُصولية للبلاد في إطار تعزيز العلاقات مع دول المنطقة، اقترحنا أن ترفع دول المنطقة القيود على التنقُّل على الحدود، وتُسهَّل هذه العملية في إطار تسهيل المعاملات، احتذاءً بتجربة الاتحاد الأوروبي، ومع الحفاظ على إطار السيادة الوطنية؛ كي يستطيع الشعب ونُشطاء القطاع الخاص على الأصعدة المختلفة الاقتصادية والتجارية والثقافية والقطاعات الأخرى أن يتعاونوا بسهولة مع بعضهم بعضًا».
وأكَّد رئيس إيران أنَّه «ينبغي أن يكون لدينا إستراتيجية دقيقة وأساسية أيضًا على الصعيد الأمني؛ لتحقيق شبكة مترابطة من العلاقات بين الدول الإسلامية»، وأوضح: «إنَّ تشكيل شبكة شاملة من الربط على الأصعدة المختلفة بين الدول الإسلامية بدون القيود الراهنة، لا سيّما على الحدود، من شأنه أن يؤدِّي إلى تبادُل التجارب والإمكانياتـ التي ستسفر في حدِّ ذاتها عن النمو والابتكار والإبداع، وفي النهاية تحقيق الانتعاش والازدهار».
وأشار إلى «أنَّنا تابعنا هذا النهج، خلال لقاءاتنا في بغداد وأربيل والسليمانية»، وقال: «تمَّ استقبالنا بصورة حارة للغاية في أربيل والسليمانية، وأبدوا اهتمامًا لتعزيز العلاقات والمعاملات حتى أكثر ممّا تعلنه إيران. هذا يعني أنَّ بإمكان الأسواق الحدودية للبلاد في جوار كردستان العراق، وحتى المحافظات الحدودية الأخرى، أن تنتعش أكثر».
وأشار إلى سفره إلى البصرة، وأوضح أنَّه لأوّل مرَّة يسافر رئيس لإيران إلى أربيل والسليمانية والبصرة، وشكر على الترحاب الحار الذي تلقّاه، وذكر: «موضوع استكمال خط سكَّة حديد شلامجه-البصرة كان من ضمن القضايا موضع النقاش في هذه الزيارة، إذ تقرَّر أن تتسارع عملياته بمتابعة البلدين. كذلك جمعنا لقاء جيِّد للغاية مع النُّخَب الثقافية والمذهبية والجامعية وحشْد من عشائر البصرة التي كانت جيِّدة للغاية، وجمعتنا أحاديث في إطار تعزيز التلاحم والوحدة والوصول إلى لغة ورؤية مشتركة».
وكالة «تسنيم»
إرسال التعليق